شريف حسن

«إنها الرقيقة ُالتي مبدؤها المَسُّ، تطوفُ بالروح
من أجل أن تجدِّدَ الروحُ نفسَها.
إنها الناعمةُ التي مُتكؤها الشعيراتُ..
يا سيدي: الخفيفةُ للخفيفين»
ربما كان هذا الجزء من قصيدة «مبتدأ» للشاعر حلمي سالم من ديوان «مدائح جلطة المخ 2006» أول ما بدر إلى ذهني وأنا أكتب المقال.
رحلت سيدة الشاشة العربية، صاحبة الجسد الصغير والجمال الهادئ، السيدة فاتن حمامة.
كُتب كل ما يمكن أن يُكتب في رثاء وتأبين سيدة الشاشة، من أعمالها الفنية إلى حياتها الشخصية، أحاول هنا المرور بجانب أعمالها، رحلة بسيطة في عالم فاتن حمامة.

 

مثلت فاتن حمامة أمام باقة من أهم مطربي جيلها والجيل السابق، بداية من موسيقار الأجيال وأغنية «طول عمري عايش لوحدي» في فيلم «يوم سعيد» عام 1940، وكانت فاتن لاتزال طفلة لم تتعدَّ العشر سنوات بعد، وعلى مدار مشوارها الفني غنى لها أيضًا عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش ومحمد فوزي.

غنت فاتن مع الكورال في بعض أفلامها، كأغنية «جميل جمال» لفريد الأطرش في فيلم «لحن الخلود» عام 1952، ومع المخرج نفسه «هنري بركات» غنت في أغنية «اللي يهواك اهواه» مع محمد فوزي في فيلم «دايما معاك» عام 1954.

ولكنها قدمت استعراضين قبل كل ذلك في فيلم «ظلموني الناس» عام 1950 مع صديقتها شادية، ولكن قامت بالتمثيل فقط واستعانت بصوت المطربة «برلنتي حسن»، كلا الاستعراضين من كلمات فتحي قورة وألحان أحمد صدقي.

بين «جميل جمال» و«اللي يهواك اهواه» غنت فاتن مع شادية أغنية «ألو ألو إحنا هنا» من كلمات فتحي قورة وألحان منير مراد، كانت الأغنية في فيلم «موعد على الحياة» عام 1953، الفيلم من إخراج زوجها عز الدين ذو الفقار، وبسبب هذا الفيلم أطلق النقاد عليها لقب سيدة الشاشة العربية.

نعلم جميعًا قلّة المعلومات حول المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، لذلك لم أستطع معرفة أية معلومة عن حلقات المناجاة التي قدمتها سيدة الشاشة العربية في البرنامج الإذاعي «أحلى كلام»

وقدّمت أيضاً بعد ذلك خواطر وأدعية من كلمات «سيد حجاب» وألحان مودي الإمام، وقد أذيعت على إذاعة الشرق الأوسط.

«ساحرة» هو اسم السهرة التلفزيونية التي قدمتها فاتن حمامة مع صلاح ذو الفقار عام 1974، وقد شاركها الممثلان الصاعدان ذلك الوقت سعيد صالح وعادل إمام.

قدمت سيدة الشاشة العربية، سهرة أخرى، وكانت قبل «ساحرة» بعام، قدمت فيها دوراً يعتبر من أهم أدوارها وأغربها، قدّمت فاتن شخصية الأم الصعيدية التي تحلم وتعيش كي يكبر طفلها ويأخذ بثأر والده، صاحبة دعاء الكروان تمثل دور الأم الصعيدية بين «قلب الأم وقوة الإيمان بالعقائد» كما قالت هي في تقديم السهرة.

لما وجع شت الحمام وراحا

كانت السهرة من مسرحية لتوفيق الحكيم، وقام عبد الرحمن الأبنودي بإعداد الحوار باللهجة الصعيدية، وكتابة الأغاني، وشاركها في التمثيل؛ كريمة مختار وعبد العزيز مخيون وحمدي أحمد، وإخراج سعيد مرزوق، لحن حسين نشأت الأغاني، وغناها «عثمان بدر» ويلعب الأبنودي دائماً على فكرة التراث الصعيدي، فكانت أغنية «العديد» التي تظهر مع نهاية الفيلم، ما هي إلا «العديد» الشهير الذي قدمه بعد ذلك في تتر البداية لفيلم «عرق البلح» 1999.