شريف حسن

أربعة من أشهر الفنانين في العالم العربي، هم كاظم الساهر شيرين عبد الوهاب، صابر الرباعي، عاصي الحلاني، يُطلق عليهم اسم “المدرِّبون”، يبحثون عن صاحب أجمل صوت من بين آلاف المتسابقين. مهمتهم إيجاد خامة صوتية متمكّنة وقدرات صوتية عالية لتدريبها وصقل مهاراتها والارتقاء بها نحو النجومية والشهرة.

نحن الآن في منتصف الموسم الثالث للبرنامج، ٤ فرق وكل فرقة يقودها مدرب، عاصي الفائز في الموسم الأول، وكاظم الساهر الفائز في الموسم الثاني، والحالمين بالفوز هذا الموسم هما صابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب.

المدرب ليس وحده الذي يقود المسيرة للفوز باللقب، معه مساعد ومستشار موسيقي، يساعده في اختيار الأصوات وتدربيها واختيار الأغنيات، شخص أكاديمي أكتر منه تجاري.

وفي التقرير الآتي نلقي الضوء على مستشاري المدربين الذين شاركوهم في مهمتهم الصعبة على مدار الثلاث مواسم.

عاصي الحلاني: ٣ مستشارين في ٣ مواسم

عاصي يغير المستشار كل موسم، ربما يحاول التجديد، يحاول أن يغير من يفكر معه كل موسم، وربما لأسباب لا نعلمها، ولكننا نعلم من هم المستشارين الثلاث:

الموسم الأول: غادة شبير

غادة من أحلى الأصوات على الساحة العربية، واللبنانية خصوصا، ومن الأصوات القليلة المتمكنة من أدواتها، والسابحة في التراث العربي والغناء الشرقي القديم.

تخرجت غادة شبير في جامعة الكسليك وحصلت على درجة الماجستير في العلوم الموسيقية، كما حصلت على دبلومة في الغناء الشرقي، وتعمل أستاذة للغناء الشرقي في الكونسرفاتوار الوطني وجامعة الكسليك.

وهي متخصصة في غناء الموشحات والتراتيل السريانية القديمة.

لم تكتف غادة بالدراسة فقط، ولكن عملت على مشاريع موسيقية بعيدة كل البعد عن السوق التجاري، وقدمت ألبوم “الموشحات”، عملًا بحثيّا قبل أن يكون موسيقيًا، اختارت موشحات غير معروفة، وأعادت إحيائها بشكل موسيقي سليم، وحازت بالألبوم على جائزة الموسيقى عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام ٢٠٠٧ من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وكان ألبومها الثاني الذي حمل اسم “قوالب” بمثابة شكر لمجدد الموسيقى العربية الشيخ سيد درويش، إضافة إلى موال “وَلّادة” من ألحانها وشعر ابن زيدون ووَلّادة بنت المستكفي.

غادة لا تغني فقط، فهي باحثة أكثر منها مطربة، فكان مع الألبوم كتيب تشرح فيه قواعد القوالب الغنائية العربية التي اختارتها، وعبقرية سيد درويش في هذه الألحان.

قدمت ثالث ألبوم، تجربة جديدة مع القصائد، وحمل الألبوم اسم “القصيدة”، وكأنها قادمة كي تحفظ التراث وتجدد في شكل الغناء الشرقي.

غادة لها كتابين هما “الموشح بعد مؤتمر القاهرة ١٩٣٢” و”سيد درويش: الموشح والدور”.

كانت غادة قادرة على مساعدة عاصي، وتدريب الأصوات، ونجحت بالفعل في دورها وفاز عاصي بالموسم الأول كأفضل مدرب، وفاز المغربي مراد بوريقي بلقب “أحلى صوت”.

الموسم الثاني: نادر الخوري

في الموسم الثاني، اختار عاصي، الموسيقي والملحن اللبناني نادر الخوري، بناء على اقتراح من الملحن والموزع الموسيقي جان ماري رياشي.

نادر بدأ منذ الصغر وأكمل دراسته في المجال الموسيقي، واهتم بالتلحين والتمثيل بجانب الغناء، وكان من ضمن فرقة “الفرسان الأربعة” اللبنانية.

ما يميز نادر بجانب خلفيته الموسيقية، خبرته في مجال برامج المسابقات والمواهب، فقد شارك في برنامج المواهب The X Factor كمدرب للصوت والأداء، وكان عضوًا في لجنة تحكيم برنامج المواهب الغنائية للأطفال Talent Teen، وقد غنى من ألحان شربل روحانا وقدم أيضًا عدة أغاني وترانيم


الموسم الثالث: عبير نعمة

عبير هي المدربة الموسم الحالي والثالث مع عاصي، عبير قريبة من غادة شبير، الاثنان يملكان أصوات عذبة وجميلة وقوية، بجانب الدراسة الأكاديمية، والاثنان من لبنان، وباحثان في الموسيقى بشكل عام، والعربية بشكل خاص

تربت عبير في بيت محب للموسيقى، وحفظت أغاني أسمهان وأم كلثوم وفيروز منذ الصغر، وكونت فرقة هي وأخواتها كانت تشارك في بعض المناسبات والمسابقات المحلية، ودرست بجامعة الكسليك، وحصلت على دبلومة في الغناء الشرقي، وتدرس العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وقدمت ألبوما دينيا بعنوان “عبير صلاتي”(٢٠٠٩)، وقدمت برنامجا عن موسيقى الشعوب في العالم بعنوان “إثنوفوليا: موسيقى الشعوب”، وانتهت حديثا من تسجيل حلقات الجزء الثاني من البرنامج.

غنت عبير مع شربل روحانا أغنية “قهوة” في ألبوم “خطيرة”، كما غنت أيضًا في ألبوم جان ماري رياشي، دويتو هي ورامي عياش، وتحضر لألبوم مع مارسيل خليفة، كما أطلقت ألبوما يضم مجموعة من الأغاني من التراث السرياني الأرثودوكسي بلهجة ارمينية مع الجوق الوطني الفيلارمونيك السرياني لأنطاكية.

عبير تغني بعدة لغات بجانب العربية منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية والأرمنية. المثير للدهشة أكثر أنها تتمكن من الغناء بأكثر من ٢٠ لغة.

عبير قدمت في “مهرجان أبو ظبي للكتاب” العام الماضي، عملا غنائيا عن المتنبي وسيرته وأسفاره الكثيرة، وتضمن العمل ثلاث مقاطع موسيقية ضخمة، مستوحاة من قصائد المتنبي، بمشاركة الأوركسترا السمفونية البلغارية، وشاركت عبير في تلحينها مع شقيقها جورج نعمة ووسام كيروز.

غنت عبير أغاني كثيرة لفيروز، وعملت أيضًا على المسرح مع إلياس رحباني وريمون جبارة.

عبير تتعامل ما تقوم به مع المشتركين على أنه عمل أكاديمي أكثر منه أي شيء آخر، ما يعكس اهتمامها بالفن والموسيقى بعيدًا عن الأضواء والسوق التجاري.

والسؤال المطروح: هل ينجح عاصي بمساعدة عبير في الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه؟

كاظم الساهر: مدربة واحدة في ٣ مواسم

د.إيمان حسني

كاظم هو الوحيد بين المدربين، الذي لم يغير مساعده طوال الثلاث مواسم، منذ البداية واختار الدكتورة المصرية إيمان حسني.

إيمان خريجة معهد الموسيقى العربية عام ١٩٩٦، بعدها بدأت الغناء في الأوبرا، وحصلت على دكتوراة بالغناء العربي من المعهد، وأصبحت تفهم كاظم وأسباب اختياره وطريقته في اكتشاف الأصوات وعما يبحث بين كل الأصوات.

أكملت إيمان دراستها، وحصلت على دكتوراه من جامعة فيينا بالغناء الأوبرالي عام ٢٠٠٥، وتقوم بالتدريس في المعهد علم الصوت وتكنيك غناء عالمي، وذلك مكانها من الموسيقى الغربي بجانب الموسيقى الشرقية

 

لم تختلط إيمان بالموسيقى التجارية أو حتى غير التجارية؛ فهي تهتم أكثر بعملها الأكاديمي والأوبرا.

د.إيمان جديرة بثقة كاظم طوال الثلاث مواسم، ويتضح ذلك جليا بالصورة التي تظهر عليها المواجهات بين أعضاء الفريق واختيارت الأغاني، إضافة إلى أنها فازت مع كاظم بالموسم الثاني من البرنامج.

الجزء الثاني  

نشر في موقع في الفن عام 2015